كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

غير أ بي حنيفة، و" السنة وا لتطوع "، ومثا له في القرآن: " يحسبون ويظنون ".
188 وهل يفيد التالي للقييد كالنفي للمجاز بالتوكيد
المراد بالتالي: التابع، وهو اللفظ المهمل الذي تذكره العرب بعد
متبوعه على وزنه للتقوية، نحو قولهم: "حسن بسن "، و"حاذق باذق "،
و"شيطان ليطان"، و"عطشان نطشان"، والمعنى: أنهم اختلفوا في
التابع هل يفيد التأييد أي التوكيد للمتبوع أو لا؟ والحق أنه يفيد توكيده،
لأن العرب ما أرادت به إلا ذلك ولم تذكره عبثا.
وقوله:! "النفي. . "إلخ يعني أنهم اختلفوا أيضا في التوكيد هل
ينفي المجاز ويرفعه أو لا؟ فالذي عليه أهل المعاني وهو قول المازري
أن التوكيد يدل على التقوية ورفع المجاز، فاذا قلت: "جاء زيد نفسه"
امتنع إرادة غير زيد مجازا، وإذا قلت: "جاءوا كلهم " امتنع إرادة
بعضهم مجازا، والذي اختاره القرافي (1) أن التوكيد لا يرفع المجاز،
وعليه فيكون التوكيد كالتابع في إفادة التقوية فقط دون رفع المجاز.
والفرق بين التابع والتوكيد: أن التوكيد يرفع المجاز على الراجح
دون التابع، وأن التابع يشترط فيه أن يكون على زنة المتبوع دون
التوكيد، وأن التوكيد له معنى في نفسه بخلاف التابع، فانه لو أطلق دون
المتبوع كان مهملا نحو: "بسن، ونطشان ".
189 وللرديفين تعاور بدا ان لم يكن بواحد تعبدا
(1) في "نفائس الاصول في شرح المحصول ": (1/ 0 35، 352).
118

الصفحة 118