كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
التعاور: التداول (1) والتعاقب، ومنه قوله عنترة في معلقته (2):
إذ لا أزال على رحالة سابح نهد تعاور 3 الكماة مكلم
اي تداولوه وتعاقبوا عليه بالرمي.
ومعنى البيت: أن للردفين تعاورا أي تعاقبا، بمعنى أن كلا منهما
يأتي مكان الآخر لاتحاد معناه (3)، وسيأتي للمؤلف قوله: "وبالمرادف
يجوز قطعا". ومحل إتيان كل من الردفين مكان الآخر إن لم يكن الله
تعبدنا بأحدهما، كتكبيرة الاحرام وتسليمة التحليل. وقوله: "تعبدا"
بالبناء للفاعل، أي تعبدنا الله [به].
190 وبعضهم نفي الوقوع أبد 1 وبعضمهم بلغتين قيدا
يعني أن بعض الاصوليين كالرازي (4) منع وقوع الرديف مكان رديفه
لغة. وقوله: " أ بدا " أي منعا مؤئدا، سواء كا ن من لغتين أو من لغة واحدة 0
وقوله: "وبعضهم " إلخ يعني أن بعضهم قيد منع تعاور الرديفين
بما إذا كانا من لغتين قائلا: إنه يجوز في اللغة الواحدة لأن ضم لغة إلى
أخرى كضم مهمل إلى مستعمل. وما قدم من منع تعاور الرديفين إن كان
أحدهما متعبدا بلفظه فإنه ممنوع من جهة الشرع لا من جهة اللغة، خلافا
للحنفية القائلين بانعقاد الصلاة بمرادف تكبيرة الاحرام ولو من الفارسية.
(1)
(2)
(3)
(4)
ا لا صل: وا لتد ا ول، وهو خطأ.
انظر شرح ابن الانباري: (ص/ 343).
ط: بمعنى الاخر لاتحاد معناهما.
في "المحصول ": (1/ 95).
119