كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فصل: الحقيقة
هي من حق الشيء يحق بالكسر والضم إذا ثبت ووجب، فهي فعيل
بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول من حققته إذا أثبته ه وهي في الاصطلاح:
الكلمة الثابتة في مكانها الاصلي على الأول أو المثبتة فيه على الثاني،
و لتاء في الحقيقة للنقل من الوصفية إلى الاسمية، فهي علامة للفرعية
كما أن المؤنث فرع المذكر، وقيل: للتأنيث وعليه صاحب " المفتاج " (1).
199 منها 1 لتي للشرع عزوها غقل مرتجل منها ومنها منتقل
يعني أن من أقسام الحقيقة، الحقيقة الشرعية، وباقي الاقسام هو
الحقيقة العرفية، والحقيقة اللغوية.
أما الحقيقة الشرعية: فتقريبها للذهن: أن يكون اللفظ موضوعا
وضعا عاما شاملا لجميع الأفراد الداخلة في (2) مسماه، فيسمي الشرع
بعض تلك الأفراد بذلك الاسم العام، كالصوم فإنه وضع لكل إمساك،
فمن أمسك عن الكلام فقد صام لغة، كما قال تعالى: < فقولي إق نذرت
ِللرحمن صوما> [مريم/26] أي إمساكا عن الكلام، بدليل قوله: < فلن
دب ثيؤم إدشثا (:ر!) [مريم). ومن أمسك عن الجري فقد صام
(1) وهو: يوسف بن ابي بكر بن محمد السكاكي الخوارزمي (ت 626). وكتابه
"مفتاح العلوم " من شهر كتب العربية الجامعة لفنونها.
(2) ط: تحت.
126