كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لغة، ومنه قول النابغة (1):
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك الفجما
فقوله: "صيام " أي ممسكة عن الجري، وقيل: عن العلف.
ومن الصوم بمعنى الامساك عن المشي قول امرئ القيس (2):
كأن الثريا علقت في مصامها بأمراس كتان إلى صم جندل
فقوله: " مصامها" يعني مكان صومها أي إمساكها عن المشي.
وقد خص الشرع هذه الحقيقة ببعض أفرادها وهو: إمساك البطن
والفرج عن شهوتيهما بنية من الفجر إلى الغروب، دون غير ذلك من
الأفرا د التي يصدق عليها الصوم لغة.
وأما الحقيقة العرفية فهي أن يختص الاستعمال عرفا ببعض ما د ل
عليه اللفظ لغة، كالدابة فانها في اللغة لكل ما دب، وفي العرف تستعمل
في بعض ما يدب دون بعض، فالنوع الذي تستعمل فيه من الدواب عرفا
هو حقيقتها العرفية.
والحقيقة اللغوية هي التي لم ينقلها عن اصلها استعمال شرعي
ولا عرفي.
وأما الحقيقة العقلية فلا ذكر لها في الاصول، وانما تذكر في فن
البيان وهي: إسناد الفعل ونحوه لمن هو له في اعتقاد المتكلم، كقول
الموحد: "أنبت الله البقل "، وكقول الطبائعي: "أنبت الربيع البقل " ه
(1)
(2)
"ديوانه ": (ص/ 0 4 2). والبيت من رواية ابن السكيت للديوان.
" د يوا نه ": (1/ 43 2).
127

الصفحة 127