كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المجاز
هو في اللغة مكان الجواز، وفي الاصطلاح هو: اللفط المستعمل
في غير ما وضع له لعلاقة بينهما مع قرينة صارفة عن قصد المعنى الاصليه
وهذا تعريف المجاز المفرد لانه هو المقصود عند الاصوليين، اما المجاز
المركب، والمجاز العقلي فليس لهما ذكر في الاصول، وانما يذكران
في فن البيان.
203 ومنه جائز وما قد منعوا وكل و] حد عليه أجمعو]
يعني ان من المجاز ما هو جائز بالاجماع، ومنه ما هو ممنوع
بالإجماع، وقد قدمنا قسما مختلفا فيه، وهو: الجمع بين حقيقتين ا و
مجازين، او حقيقة ومجاز، فتحصل انه باعتبار المنع والجواز ثلاثة
اقسام: قسم جائز، وقسم ممنوع، وقسم مختلف فيه، واشار إلى القسم
الجائز بقوله:
204 ما ذا اتحاد فيه جاء المحمل وللعلاقة ظهوز أوذ
قوله: " ما " مبتدا، وخبره " اول "، يعنى ان أول ا لقسمين المذكورين
وهو: الجائز اتفافا هو: ما كان له محمل واحد وكانت علاقته ظاهرة
بينة، كقولك: "رايت أسدا يرمي "، فمحمل هذا الكلام واحد إذ لا
يحتمل غير الرجل الشجا، والعلاقة بين الاسد والرجل ظاهرة وهي
الشجاعة. وقول المولف: "ذا" حال من المحمل، اي ما جاء فيه
المحمل حال كونه "ذا اتحاد" أي متحدا، واحترز باتحاد المحمل من
131

الصفحة 131