كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الحقيقة والمجاز والحقيقتين والمجازين، لان المحمل متعدد في كلها،
وقوله: " المحمل " بفتح الميمين وهو المعنى الذي يحمل عليه اللفظ.
وظاهر المؤلف أن مثل هذا المجاز مجمع عليه، وليس كذلك،
لان قوما منهم الفارسي، وأبوإسحاق الإسفراييني أنكروا المجاز في
اللغة من اصله، وقالوا: إن ما يسميه القائلون بالمجاز مجازا ليس بمجاز،
وإنما هو أسلوب من أساليب اللغة العربية، ونفاه قوم في خصوص القران،
منهم ابن خويز منداد من المالكية، وابن القاص من الشافعية، ومنعه
الظاهرية في الكتاب والسنة معا (1).
قال مقيده عفا الله عنه: الذي يطهر لي عدم جواز إطلاقه في القران،
لان المجاز يجوز نفيه، كما ياتي للمؤلف ان من علامات الحقيقة عدم
جواز النفي، فيلزم على القول بالمجاز في القران أن في القران ما يجوز
نفيه وكل ما يلزم المحظور فهو محظور، والعلم عند الله تعالى (2).
205 ثانيهما ما ليس بالمفيد لمنع الانتقال بالتعقيد
يعني أن ثاني القسمين وهو القسم الممنوع اتفاقا هو ما كان غير
مفيد للمقصود لما فيه من التعقيد المعنوي المانع من فهم المراد، كما
لو قلت: "رأيت أسدا يرمي " تريد رجلا أبخر، فان الاسد وإن كان أبخر،
فاستعارته للرجل الابخر بعلاقة البخر غير متعارفة في اللسان العربي،
(1)
(2)
انظر " جمع الجوامع ": (1/ 308).
للشيخ رسالة مفردة سماها "منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز" وهي
مطبوعة، وانظر " لمذكرة ": (ص/ 6 0 1 - 13 1).
132