كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وعدم تعارفها يمنع من فهم المراد، فهذا التعقيد المعنوي يمنع المجاز.
وقوله: "لمنع الانتقال " أي الانتقال من المعنى الحقيقي إلى
المجازي بحيث يستعمل اللفط الموضوع للحقيقي في المجازي، وذلك
المنع بسبب التعقيد المعنوي وهو عدم ظهور المعنى.
206 وحيثما استحال الأصل ينتقل إلى المجاز 1 و لأقرب حصل
يعني أنه إذا تعذرت الحقيقة يجب عند المالكية الانتقال إلى
المجاز إذا كان واحدا، أو إلى أقرب المجازين إن تعدد، ومثلوا لهذا
بقوله تعالى: < واقسحوا برءوسكم > [الماندة/6] قالو ا: حقيقة المأمور
بمسحه جلدة الرأس، ولهذه الحقيقة مجازان؛ أحدهما: أبعد وهو
العمامة، والثاني: أقرب للحقيقة وهو شعر الرأس، فيجب الاقرب،
فيمسح على الشعر لا على العمامة، وما ثبت عنه! لخييه من مسحه على
العمامة (1) حملوه على ما إذا خيف بنزعها ضرر كما قال خليل:
"وعمامة خيف بنزعها ضرر" (2).
207 وليس بالغالب في اللغات والخلف فيه لابن جني ا ت
يعني أن المجاز ليس بغالب في اللغات، أي المفردات والمركبات،
خلافا لابن جني - بالجيم وسكون الياء، معرب كني بين الكاف والجيم-
في قوله: إنه غالب في كل لغة على الحقيقة، زاعما أنه ما من لفط إلا
(1) اخرجه مسلم رقم (274) من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -.
(2) " مختصره ": (ص/ 0 2).
133

الصفحة 133