كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومثال تقديم المجاز على الاضمار: قول السيد لعبده الذي هو
اكبر منه سئا: انت ابي، فانه يحتمل المجاز من باب إطلاق اللازم وإرادة
الملزوم، أي انت عتيق، لأن الاعوبوة يلزمها العتق شرعا، واللازمية
والملزومية كلتاهما من علاقات المجاز المرسل كما هو مقرر في محله،
ويحتمل الاضمار أي أنت مثل أبي في الشفقة والتعظيم، فيكون من
التشبيه البليغ. فعلى الأول! يعتق وهو الذي رجحه المؤلف، وعلى الثاني
لا يعتق، ورجح بعضهم الثاني.
حخة من رجح المجاز على الاضمار ان المجاز اكثر، قال القرافي (1):
"والكثرة تدل على الرجحان ". وحجة من رجح الاضمار على المجاز أ ن
قرينة الاضمار متصلة به لما قدمنا من ن قرينة الاقتضاء- الذي هوالاضمار -
هي توقف الصدق أو الصحة العقلية أو الشرعية عليه، وذلك غاية
الاتصال، بخلاف قرينة المجاز فانها منفصلة خارجة عنه.
وقال بعض العلماء: هما سيان لاحتياج كل منهما إلى قرينة، وهو
وجيه، لأن قرينة المجاز قد تكون استحالة الحقيقة، والاستحالة لا
تقصر عن قرينة الاقتضاء كما هو ظاهر.
ومثال تقديم الإضمار على النقل: قول ال! ضنفي: إن درهم الربا
إذا اسقط صح العقد لأن قوله تعالى: < وحرم ألربوأ> [البقرة/275]
يحتمل الاضمار أي: أخذ الربا كما حمله عليه أبوحنيفة، فلو حذف
(1) في "شرح التنقيح ": (ص/ 122).
136

الصفحة 136