كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يعني ان اللفظ إذا دار بين الحقيقة المرجوحة والمجاز الراجح
بكثرة الاستعمال، كلفظ "الدابة" الذي هو حقيقة مرجوحة في كل ما
دب، مجاز راجح في ذوات الحافر في اكثر البلاد، وفي بعضها للحمار
وفي بعضها للحية، فان في ذلك ثلاثة مذاهب:
الاول: تعيين حمل اللفظ على المجاز لرجحانه بكثرة الاستعمال،
وعزاه المؤلف في "الشرح " (1) لابي يوسف، واختاره القرافي (2)، وهو
معنى قول المؤلف: "تعيينه لدبد القرافي منتخب " اي مختار، ولا يحمل
على الحقيقة إلا بنيته (3) او قرينة.
الثاني: حمله على الحقيقة لرجحانها بالاصالة، ولا يحمل على
المجاز إ لا بنيته او قرينة، وهو قول ابي حنيفة، وهو مراد المؤلف بقوله:
"ومذهب النعمان عكس ما مضى".
الثالث: وهو قول الامام (4)، واختاره السبكي في "جمع الجوامع) " ()
ان اللفظ يكون مجملا فلا يحمل على المجاز لرجحان الحقيقة
بالاصالة، ولا على الحقيقة لرجحان المجاز بكثرة الاستعمال،
فيتساوى الاحتمالان؛ لان لكل منهما مرجحا فيكون اللفط مجملا،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(128/ 1).
في "التنقيح ": (ص/ 77).
كذا، وط: بنية، ولعلها ببينة.
اي الفخر الرازي، كما هو اصطلاح ابن السبكي في "الجمع ".
(1/ 331).
139

الصفحة 139