كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تعاطى السبب على كماله كالامثلة المذكورة مرتبك أي مشتبك في
المعصية مع انقطاع تكليف النهي الذي هو إلزام الكف عن الشغل وإنما
انقطع للذي سلك أي لاخذه في قطع المسافة للخروج تائبا المأمور به.
فاعتبر إمام الحرمين في الخروج جهة معصية وهي الاثم بحصول الضرر
بالشغل لملك الغير بالخروج، وجهة طاعة وهي امتثال الامر بقطع
المسافة بالخروج وإن لزمت الاولى من الثانية إذ لا ينفك امتثال الامر
بالخروج عن الشغل بخروجه تائبا.
311 وارتكب الأخف من ضزين ... ... ... ... ... ... ... ... ...
يعني أن ارتكاب أخف الضررين عند تقابلهما من اصول مذهب مالك،
ومن ثم جبر المحتكر على البيع للطعام عند احتياج الناس إليه، وجار المسجد
إذا ضاق، وجار الطريق والساقية إذا افسدهما السيل.
... ... ... ... ... ... وخيرن لدى استوا هذين
يعني ان المكلف مخير عند استواء الضرين المتقابلين في ارتكاب ايهما
شاء وذلك:
312 كمن على الجريح في الجرحي سقط وضعف المكث عليه من ضبط
أي كمن سقط على جريح بين جرحى بحيث يقتله إذا بقي عليه، وإن
انتقل عنه انتقل إلى كفؤ مماثل له في صفات القصاص فقتله لعدم موضع يعتمد
عليه إلا بدن كفؤ، فهو مخير عند بعضهم لاستواء المقام والانتقال. وفال قوم:
180

الصفحة 180