كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ونحو ذلك من أسماء الجموع - في رأي الامام مالك بن أنس - اثنان، كما
نقله عنه القاضي أبوبكر وعبدالملك بن الماجشون، واستدل لهذا بقوله:
< وأطراف العهار) [طه/ 130] اي طرفيه، وقوله: < فقد صغت قلوبكما)
[التحريم / 4]، وقوله: < فان كان لهبر إخوةلم) [النساء/ 1 1] اى: اخوان
فصاعدا، وفى الحديث: "الاثنان فما فوقهما جماعة " (1).
وقال الجمهور: أقل الجمع وما في معناه ثلاثة، لتفريق العرب بين
الجمع والتثنية ووضعها لكل منهما لفظا يختص به، وجعلوا إطلاق
الاثنين وإراده الثلاثة من المجاز.
وقوله: "ذا كثرة ام لا. . " إلخ، يشير إلى ان التحقيق هو ما حرره
بعض المحققين من أن جمع القلة وجمع الكثرة إذا كانا معرفين لا فرق
بينهما، لأن "ال " الاستغراقية تعمم كل واحد منهما فيستويان في المبدا
والمنتهى، اي مبدؤهما ثلاثة او اثنان ولا منتهى لاكثرهما، واما إذا كانا
منكرين فلا فرق بينهما ايضا في المبدا، لان اقل كل منهما الاثنان ا و
الثلاثة، وإنما يفترقان في الانتهاء فقط في التنكير، فأكثر جمع القلة
(1)
اخرجه ابن ماجه رقم (972)، والحاكم: (4/ 334)، والبيهقي في "الكبرى":
(3/ 69)، من حديث ابي موسى الاشعري - رضي الله عنه -.
واخرجه البيهقي في "الكبرى": (3/ 69) من حديث انس - رضي الله عنه -.
والدارقطني: (1/ 281) من رواية عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده. وله طرق
اخرى لكن جميع طرقه ضعيفة.
انظر "البدر المنير": (7/ 4 0 2 6 0 2)، و"فتح الباري ": (2/ 166)، و"التلخيص
الحبير": (3/ 94)، و"نصب الراية ": (2/ 98 1).
214