كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فالعام المراد به الخصوص على هذا مجاز مرسل.
وقوله: "وذاك للأصل وفرع ينمى " يعني أن العام المخصوص ينمى
للأصل في قول، وللفرع في قول، ومراده بالاصل الحقيقة، وبالفرع
المجاز. والمعنى: أن العام المخصوص قيل: إنه حقيقة في الباقي بعد
التخصيص، وقيل: مجاز فيه، وممن قال بالأول السبكي والفخر الرازي
والحنابلة وكثير من الحنفية وأكثر الشافعية وبعض المالكية. وممن قال
بالثاني ابن الحاجب والبيضاوي والصفي الهندي والكمال ابن الهمام (1).
وحجة من قال إنه حقيقة في الباقي بعد التخصيص: أن تناول اللفظ
للبعض الباقي بعد التخصيص كتناوله له بلا تخصيص، وذلك التناول
حقيقي فليكن هذا التناول حقيقيا.
وأجاب القائلون بأنه مجاز في الباقي بأنه كان يتناوله مع غيره والان
يتناوله وحده وهما متغايران؛ لأن الشيء مع غيره غيره لا مع غيره.
وحجتهم لكونه مجازا: أن اللفظ عام والحكم قاصر على البعض فعرف
أن اللفظ أطلق على غير مدلوله اللغوي فهو مجاز.
وأجيب: بأن اللفظ أطلق على مدلوله اللغوي ولكن المخصص
اخرج بعض ما دل عليه العموم، كما تقدم من أن كل الأفراد مقصود تناولا
لا حكفا في العام المخصوص.
390 ثنم المحاشاة وقصر القصد من اخر القسمين دون جحد
(1) انظر "شرح المحلي على الجمع ": (2/ 5)، و"شرح الكوكب ": (3/ 160 - 163
وحاشيته).
216