كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يعني أن المحاشاة وقصر القصد - أي التخصيص - بالنية كلاهما
من القسم الأخير وهو العام المراد به الخصوص، والمحاشاة هي: إخراج
الحالف شيئا يتناوله لفظه بالنية فقط دون اللفظ، وظاهر كلام المؤلف أ ن
المحاشاة غير التخصيص بالنية، والواقع في الحقيقة أن المحاشاة
تخصيص بالنية أيضا، ولذا قال القرافي: المحاشاة هي التخصيص بعينه
" (1)
من عير زيادة ولا نمص
فان قيل: أهل مذهب مالك يفرقون بينهما، فان التخصيص بالنية
إذا خالفت ظاهر اللفظ لا يقبل عندهم مع المرافعة، والمحاشاة تقبل
عندهم في المرافعة، فمن قامت عليه بينة عندهم أنه قال: الحلال علي
حرام، وادعى محاشاة الزوجة بالنية، صدق في المرافعة، وهذا يقتضي
الفرق عندهم بين المحاشاة والتخصيص بالنية.
فالجواب: أن المحاشاة تخصص بمسألة الحلال عليه حرام كما
قال خليل، وهي المحاشاة وعليه فلا إشكال.
وعلى القول بان المحاشاة أعم من مسألة "الحلال علي حرام " كما
صوبه البناني مستدلا بكلام الباجي.
فالجواب: أن المحاشاة في خصوص المحلوف به، والتخصيص
في المحلوف به والمحلوف عليه، فهي أخص وهو أعم.
وعلى قول ابن محرز ومن تبعه: ان المحاشاة قاعدة مطردة في
(1) " ا لفرو ق ": (3/ 2 9).
217

الصفحة 217