كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فان قيل: المراد بالعباد في قوله: < عبادي > ما يشمل الملائكة مع
صالح الثقلين فاذا يلزم كونهم أكثر من الغاوين فينتفي الدليل من الآية.
فالجواب: أنا لو سلمنا ن الصالحين أكثر من الغاوين بهذا الاعتبار
فانه يلزم على ذلك أيضا جواز استثناء ا لاكثر في قوله: < لأغ! شهم اجمعين!
إ لاعبادك مئهم ألمخلصحين!) [ص/ 82 - 83]، وادعاء دخول الملائكة في
ا لاول وخروجهم من الثاني تحكم لا دليل عليه. واستدل له أيضا بقوله:
أدوا التي نقصت تسعين عن مئة ثم ابعثوا حكما بالعدل قوالا (1)
وتكلم بعضهم في هذا البيت بأنه مصنوع.
. .... .... .... ومالأ أوجب للأقل
يعني ان الامام مالكا - رحمه الله - أوجب كون المستثنى أقل من
المستثنى منه، فلو استثنى النصف كقوله: "علي عشرة إلا خمسة " بطل
الاستثناء ولزمته العشرة. وأحرى إذا كان المستثنى أكثر نحو: "له علي
عشرة إلا ستة ". وإلى هذا القول ذهب القاضي وغيره، وأكثر النحويين،
وهو مذهب الامام احمد إلا ان استثناء النصف فيه عند الحنابلة خلاف،
أما استثناء الاكثر فلا يجوز عندهم، ومشهور المذهب المالكي موافقة
الجمهور في استثناء الاكثر كما قال خليل في " مختصره " (2) الذي قال مبينا
(1)
(2)
البيت أنشده ثعلب من ابيات، فيما نقله عنه تلميذه ابوب! بن الانباري في كتابه
"الأضداد": (ص/ 27 1). والرواية فيه:
اذوا اثتي نقصت سبعين من مئة ثئم ابعثوا حكضا بالعدل حكاما
(ص/ 120).
233