كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
أو سببا، فخطاب الوضع على هذا منحصر في الأسباب، والشروط،
والموانع، والصحة، والفساد. وسيأتي - إن شاء الله - تعريف الكل في
المتن. وإنما سمي "خطاب الوضع " لأن الله يقول - مثلا -: إذا وقع هذا
في الوجود فاعلموا أني حكمت بكذا، نحو: إذا زالت الشمس فقد
حكمت بوجوب صلاة الظهر، فكون الخطاب بوجوبها عند الزوال
خطاب وضع لأن الزوال شرط في الوجوب، والشروط من خطاب
الوضع كما تقدم.
38 وهو من ذاك أعم مطلقا ... ... ...
يعني أن خطاب الوضع أعم من خطاب التكليف عموما مطلقا؛
لأنه لم يوجد خطاب تكليف إلا مقترنا بخطاب وضع، إذ لا يخلو
التكليف من الشروط والموانع والأسباب، وقد يوجد خطاب الوضع
فيما لا تكليف فيه، كتضمين الصبي والمخطى قيم المتلفات، وأرش
الجناية ونحو ذلك، فلا يشترط في خطاب الوضع العلم ولا القدرة غالبا
كما تقدم، وربما عرض له أمر خارج يوجب اشتراط ذلك فيه نادرا،
ككل سبب هو جناية بالنسبة إلى الاثم دون الغرم، وككل سبب في نقل
الملك في الاعيان والمنافع فانه يشترط فيه العلم والرضا. وقيل: النسبة
بين الخطابين العموم من وجه، واختاره بعض المتأخرين (1)، وليس
بطاهر والله أعلم.
(1) لعله عنى القرافي، انظر "الفروق ": (1/ 365).
25