كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وهذا هو مراده بقوله: "والنص على النسخ ولو تضمنا ".
الثالث: معرفة المتأخر من النصين مع عدم إمكان الجمع، فالمتأخر
إن لم يمكن الجمع ناسخ، وهو مراده بقوله: "كذاك يعرف. . " البيت.
وقوله: "كقول راو سابق " يعني أن معرفة المتأخر الناسخ للسابق
تعرف بادلة منها قول الراوي: هذا سابق وهذا متأخر. ومنها ان يقول: هذا
مدني وهذا مكي، للعلم بأن المدني متأخر عن المكي. وأصح التعريفات
للمدني وا لمكي: أن المدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل في مكة أو عرفات،
والمكي ما نزل قبل الهجرة. والصحيح فيما نزل في سفر الهجرة بين مكة
والمدينة كاية: < إن ألذى فرض علئث القرة ا %) [القصص/ ه 8] التي
نزلت بالجحفة من طريق الهجرة أنه مدني، والامران المذكوران هما مراد
المؤلف بقوله: "وقول راو سابق " البيت.
وقوله: "وقوله الناسخ " يعني أن من الأدلة المثبتة للنسخ قول الراوي:
هذا النص هو الناسخ - بالتعريف - لا إن قال: هذا ناسخ - بالتنكير - فلا
يثبت به النسخ عند جمهور الشافعية والمالكية خلافا للحنابلة. ووجه
الفرق عند القائل به: أن قوله: هذا هو الناسخ - بالتعريف - يدل على أ ن
النسخ ثابت عند غيره وهو إنما عين الناسخ، وتعيين الناسخ دليل على
معرفة خاصة، بخلاف ما لو قال: هذا ناسخ، فلا يدل على ثبوت النسخ
عند غيره (1)، وقد يطهر له ذلك باجتهاد منه لا يتابعه عليه غيره.
(1) انظر: "الجمع ": (2/ 94).
311

الصفحة 311