كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فالعفو يستلزم ذنبا وهو! ؤ لم يفعل إلا ما ذن الله له فيه كما قال؟ < فإذا
أشمدلؤك لغن شآنهم فآذن لمن شئت منهتم) [النور/ 62].
والحاصل عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة وبعدها، ومن الكذب
فيما بلغوا عمدا إجماعا، ونسيانا أو سهوا عند الجمهور، وعصمتهم من
الكبا ئر عمد ا عند الجمهور وهو ا لحق خلافا للحشوية، وكذا سهوا أو نسيا نا
على ما اختاره بعض المحققين. وأما الصغائر فأجاز وقوعها منهم كثير إ ن
كانت غير صغائر خسة، وأكثر المجوزين يقولون: لم تقع منهم بالفعل.
. .... .... .... .... ولا يكن لهم تفكه
493 بجائز بل ذاك للتشريع أو نية الزلفى من الرفيع
يعني أن الانبياء عليهم الصلاة والسلام لا يفعلون الجائز للتفكه أ ي
التلذذ والرغبة في الدنيا، وإنما يفعلون ذلك تشريعا لاممهم "أو نية
الزلفى " أي القربى "من الرفيع " وهو الله تعالى (1)، كالاكل والشرب بنية
التقوي على العبادة.
494 فالضمت للنبي عن فعل علم به جواز الفعل منه قد فهم
(1)
جاء اسم "الرفيع" على انه من اسماء الله في بعض روايات حديث أبي هريرة
المعروف في سرد الاسماء الحسنى، خرجه ابن ابي الدنيا في الدعاء والطبراني
وابوالشيخ والحاكم: (63/ 1)، وابن مردويه وأبونعيم والبيهقي -كما في الدر
المنثور: 3/ 270 - . ولا يصح. وجاء هذا الاسم عن بعض السلف، كما في
رسالة المزني في السنة التي ساقها ابن القيم في "اجتماع الجيوس الاسلامية ":
(ص/ 121).
316

الصفحة 316