كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

في حق الامة والمتاخر منهما ناسخ، وان جهل؛ فقيل يرجح الفعل، وقيل
يرجح القول، وقيل بالوقف على نحو ما تقدم، وذلك هو معنى قوله:
"والناسخ الذي مضى " وقوله: "والجهل في ذلك التفصيل ".
وقوله: " إن بالتأسي أذن الدليل " يعني أن محل تعارضهما في الامة
فيما إذا أذن الدليل بالتأسي أي دل الدليل على الاقتداء به في الفعل،
و"أذن " هنا بمعنى الاعلام أي أعلم الدليل بالتأسي وهو الاقتداء، أما إ ن
لم يدل الدليل على التأسي في الفعل، فلا معارضة بينهما في حق الامة
أيضا. والتعارض في الاصطلاح هو: التقابل بين شياين على وجه يمنع
كل منهما مقتضى الاخر او بعض مقتضاه.
512 وان يعم غيره و] لاقتدا به له نص فما قبل بدا
يعني أن القول إذا كان يشمل النبي! ي! مع الامة والحال أن النص
دل على أن الامة مثله في الفعل المعارض للقول، فحكم المسألة حكم ما
مضى قبل، وهو أن المتأخر ناسخ في حقه وحق الامة إن علم، وإن جهل
المتأخر فالخلاف المتقدم بين ترجيح القول أو الفعل أو الوقف. ومفهوم
قوله: "والاقتدا به له نص " أن الفعل إذا كان خاصا به كان التعارض في
حقه فقط دون الامة.
513 في حقه القولط بفعل خصا ان يك فيه القول ليس لنصا
يعني انه إذا جاء نص بحكم عام وكان كمومه يشمل النبي جم! يم ولكن
لا يشمله إلا يظاهر العموم وعازضه فعل النبي! ك! يه، فان فعل النبي يدل
على أنه غير داخل في العموم و ن الفعل يختص به دون الامة، كنهيه عن
326

الصفحة 326