كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وكذلك لو روى الحديث بعضهم متصلا - اي لم تسقط طبقة من
طبقات السند - ورواه بعضهم مرسلا، كان يقول: عن فلان التابعي عن
النبي! ي!، فإن رواية الواصل الذي لم يحذف واحدا من رجال السند
مقدمة على من أرسله - اي حذف بعض رجال السند - لان الوصل زيادة
على الارسال، وزيادات العدول مقبولة (1).
فمثال ما اختلف فيه بالرفع والوقف حديث: "الطواف بالبيت صلاة
إلا أن الله أحل فيه الكلام " (2)، فقد اختلف في رفعه ووقفه على ابن
عباس. وحديث: " أفصل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " (3) اختلف في
(1)
(2)
(3)
هذه طريقة الفقهاء والاصوليين، اما طريقة المحدثين فتعتمد على القرائن في
ترجيح إحدى الروايتين على الاخرى، ولا تلزم طريقة واحدة في الترجيح.
اخرجه الترمذي رقم (962)، والدارمي رقم (1889)، وابن حبان "الاحسان"
رقم (3638)، والحاكم: (1/ 59 4)، والبيهقي في " الكبرى ": (5/ 85) وغيرهم
مرفوعا وموقوفا على ابن عباس - رضي الله عنهما -.
قال الحافط ابن حجر في "التلخيص ": (138/ 1 - 139): "صححه ابن السكن
وابن خزيمة وابن حبان، وقال الترمذي: روي مرفوعا وموقوفا ولا نعرفه إلا
مرفوعا من حديث عطاء ومداره على عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس
واختلف في رفعه ووقفه. ورجح الموقوف النسائي والبيهقي وابن الصلاح
والمنذري والنووي " شرح مسلم ": (8/ 0 22) وزاد: إن رواية الرفع ضعيفة، وفي
إطلاق ذلك نظر. . " اهـ. ومال إلى نرجيح المرفوع، ورجحه ايضا ابن الملقن في
"البدر المنير ": (2/ 487 - 98 4).
أخرجه البخاري رقم 7311)، ومسلم رقم (781) من حديث زيد بن ثابت - رضي
الله عئه -.
355

الصفحة 355