كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وبما قررنا من أن الرفع والوصل زيادة وهي مقبولة من العدول يعلم
أنه يجري فيها التفصيل الآتي في زيادة اللفظ.
وقوله: "وزيد اللفظ " يعني أنه إذا روي الحديث وكان في بعض
طرقه زيادة لم تكن في الاخرى، سواء كانت زيادة لفظ فقط أو زيادة تبين
إجمالأ أو زيادة معنى.
مثال زيادة اللفط فقط: رواية: "ربنا ولك الحمد" (1) بزيادة " الواو".
ومثال الزيادة المبينة للاجمال: زيادة مسلم (2) من رواية سعد بن طارق
- أبي مالك الاشجعي - لفظ "التربة " في حديث: " وجعلت لي الأرض
تربتها مسجدا وطهورا) " عند من يوجب التراب كالشافعي وأحمد، و ما
عند مالك وأبي حنيفة فلفط "التربة" لا يفيد معنى زائدا على الصعيد
لامرين: الاول: هو ما تقدم من أن ذكر بعض أفرا د العام لا يخصصه،
الثاني: هو ما تقدم من أن مفهوم اللقب لا اعتبار به.
ومثال زيادة المعنى: الحديث المتفق عليه (3): " قوموا إلى سيدكم"
فان الإمام أحمد أخرج فيه (4) بسند حسن عن عائشة من طريق علقمة بن
وقاص زيادة: "فأنزلوه " وهي تغير المعنى، لانها تصير المعنى أن قيامهم
(1)
(2)
(3)
(4)
اخرجه البخاري رقم (795) من حديث ابي هريرة - رضي الله عنه -.
رقم (522).
البخاري رقم (3043)، ومسلم رقم (1768) من حديث أبي سعيد الخدري
- رضي الله عنه -.
"المسند": (2 4/ 26 رقم 97 0 25) و 1 نظر الكلام على إسعاده هناك.
357