كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
"غبر " بمعنى مضى، ومادته من الاضداد تستعمل في الباقي والماضي.
560 وفاسق وذو ابتداع ان دعا أو مطلقا رذ لكل سمعا
يعني أنه يلزم على دوران الاعتبار على غلبة الظن أيضا رذ رواية
الفاسق والمبتدع، والمشهور عند المحدثين أن البدعيئ المتأول إذا كان
داعية لبدعته، أو كان يجيز الكذب لترويجها كالخطابية (1) فانه لا تقبل
روايته، وأما إذا كان غير داعية ولم يجز الكذب لترويج بدعته فانه تقبل
روايته، وفي رجال "الصحيحين" جماعة من اهل الاهواء والبدع لا
يدعون لبدعتهم ولا يستبيحون الكذب.
وقيل: ترد رواية البدعي مطلقا، واليه الاشارة بقول المؤلف: "أو
مطلقا " وهو مذهب مالك، وهذا في غير البدعة المكفرة كما تقدم.
561 كذا الصبي وان يكن تحملوا ثم أدا بنفي منع قبلو]
يعني أن الصبيئ لا تقبل روايته ولو كان مميزا صدوقا، لعلمه بعدم
مؤاخذته، فلا ثقة بخبره، وأحرى إذا كان غير مميز أو معروفا بالكذب.
وقوله: "وان يكن تحملوا" إلخ يعني: أن الكافر - المفهوم من
اشتراط الإسلام - والفاسق والمبتدع والصبيئ إذا تحملوا حا أسا اتصافهم
بصفة المنع ثم كانوا وقت الاداء غير متصفين بما يمنع قبول روايتهم كما
لو سمع الحديث من النبي ع! يو او الشيخ وهو كافر او فاسق او مبتدع، ا و
(1)
إحدى فرق الرافضة. انطر: "الفرق بين الفرق ": (ص/ 247). وفيهم قال
الشاقعي "تقبل شهادة أهل الاهواء إلا الخطابية من الرافضة، لانهم يرون الشهادة
بالزور لموافقيهم ". انطر: "الكفاية ": (1/ 367).
361