كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
العلة
وهي الركن الرابع من أركان القياس، و صل العلة في اللغة:
العرض المؤثر كعلة المريض، وربما تطلق على الداعي للأمر كقولك:
علة محبتي لفلان علمه وتقاه، وربما أطلقت على ما يعوق دون الشيء
كقول حماس بن قيس (1):
إن يقبلوا اليوم فما لي عله هذا سلاح كامل وأله
وفي الاصطلاح عرفها المؤلف بقوله:
661 معزف الحكم بوضع الشارع والحكئم ثابت بها فاتبع
يعني أن العلة في الاصطلاح هي الوصف المعرف للحكم بوضع
الشارع، كالاسكار فانه كان موجودا في الخمر ولم يدل وجوده على
تحريمها حتى جعله صاحب الشرع علة في تحريمها.
وقوله: "والحكم ثابت بها" إلخ يعني أن حكم الاصل ثابت بالعلة
لا بالنص على ما صححه بعض المالكية والشافعية، خلافا للحنفية
القائلين: إن ثبوت الحكم بالنص لانه المفيد له. وأجاب القائلون بأنه
العلة بان النص لم يفد الحكم بقيد كون محله اصلا يقاس عليه، واووم
في خصوص ذلك والمفيد له العلة إذ هي متشأ التعدية المحققة للقياس.
(1) الرجز في "السيرة النبوية ": (4/ 07 4) لابن هشام، و"إصلاح المنطق ": (ص/ 265)،
و"الكامل ": (2/ 766)، وتمامه: وذو غرارين سريع ال! له.
432