كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

يعني أن الوصف المعلل به قد يكون مانعا لحكم اخر، وحينئذ فهو
ثلاثة اقسام: دافع ورافع وهو مانع الدوام والابتداء. ودافع فقط وهو مانع
الابتداء. ورافع فقط وهو مانع الدوام. وتقدمت أمثلتها عند قول
المؤلف (1): "بمانع يمنع للدوام " إلخ.
وقوله: "واجبة الظهور" يعني أن العلة يجب أن تكون ظاهرة
كالإسكار والطعم، ولا يجوز كونها خفية كالرضى والغضب ونحو ذلك
لأن الخفي لا يعرف الخفي.
664 ومن شروط الوصف الانضباط إلا فحكمة بها يناط
يعني أنه يشترط في الوصف المعلل به سواء كان حقيقئا و لغويا أ و
شرعئا أو عرفيا أن يكون منضبطا بأن لا يتخلف بالنسب والاضافات
والكثرة والقلة لأن العلة تفيد الحكم كما تقدم في قوله: "والحكم ثابت
بها "، وغير المنضبط لا يفيد القدر الذي علق به الحكم.
مثال غير المنضبط: المشقة في السفر والرضا في البيع عند من
يقول: إنه لا ينعقد إلا بالصيغ القولية. وقوله: " إلا فحكمة " إلخ يعني أ ن
الوصف إذا لم يكن منضبطا جاز التعليل بالحكمة. هذا مراد المؤلف.
قلت: الظاهر أن التعليل بالحكمة إنما يتأتى على القول المرجوح
من الخلاف المشار إليه بقول المؤلف (2):
(1)
(2)
البيت رقم (54).
البيت رقم (671).
434

الصفحة 434