كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
خفاء معه، ويدل على ذلك الاجماع على تعليل العدمي بالعدمي، فلو
كان العدمي غير ظاهر لما جاز التعليل به أصلا.
وقول المؤلف: "كنسبي " يعني بالنسبي الصفة الإضافية، ومعنى
الصفة الاضافية: هي الصفة التي لا تعقل حقيقتها إلا بإضافة أمر لاخر
ينافيه منافاة تامة بحيث يستحيل اجتماع الوصفين في شيء واحد في وقت
واحد، كما أنه يستحيل إدراك أحدهما إلا بإضافة الاخر إليه: كالابوة
والبنوة، والقبل والبعد، والفوق والتحت، ونحو ذلك، فالذات الواحدة
مثلا يستحيل أن تكون أبا لشخص وابنا لذلك الشخص بعينه، كما
يستحيل اجتماع البياض والسواد، مع أن الأبوة والبنوة لم يدرك معتى
أحدهما إ لا بإضافة ا لاخرى إليها وقس على ذلك.
والكاف في قول المؤلف: "كنسبي " أداة تشبيه له بالعدمي، فظاهر
المؤلف أن الصفات الاضافية عدمية، وكونها عدمية هو مذهب
المتكلمين، أما الفقهاء والمناطقة (1) فهي وجودية عندهم، وقال بعض
[المحققين] (2): أما باعتبار ا لوجود الذهني فهي وجودية، وباعتبار ا لوجود
الخارجي فهي عدمية. إذا عرفت الخلاف فيها فاعلم نها على القول بوجودها
يجوز التعليل بها مطلقا، وعلى القول بعدمها يجوز تعليل العدم بها بلا
خلاف، كتعليل عدم القصاص بالابوة. وفي تعليل الوجودي بها على هذا
القول الخلاف في تعليل الوجودي بالعدمي المذكور في البيت.
(1)
(2)
في "النشر": 21/ 130) عزاه للفقهاء والفلاسفة.
من ط، ويفهم من " النشر" أن المقصود به القرافي.
439