كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فائدتين من فوائدها (1):
الأولى: علم امتناع القياس على محل معلولها حيث يشتمل على
وصف اخر متعد، وهذا مراده بقوله: "ليعلم امتناعه ". وإيضاحه: ا ن
الوصف المتعذي في معلولها يعارض بها فيتوقف عن القياس لاجل تلك
المعارضة، إذ يجوز ان تكون العلة مركبة من كلا الوصفين وحينئذ فلا
تعدية؛ لان المركب من متعد وغير متعد غير متعد، إذ لا يوجد في الفرع
إلا بعض العلة الذي هو جزؤها المتعذي والعلة يشترط وجودها في الفرع
بتمامها، كما تقدم في قوله: "وجود جامع به متمما شرط " (2).
فإن قلت: يجوز ان يكون الوصف القاصر والمتعدي كل واحد
منهماعلة مستقلة.
قلنا: تسقط العلية بالاحتمال.
فإ ن قيل: ا لتعد ية كا فية في ترجيح استقلال المتعدي على كونه جزء ا.
قلنا: هو هنا معارض بمرجح آخر لكونه جزءا، وذلك المرجح هو
ان اجتماع علتين خلاف الغالب، وموافقة الغالب من المرجحات،
فيعارض الترجيح بالترجيح فيلزم التوقف عن القياس كما قال المؤلف.
ومثال ما ذكرنا: تعليل طهورية الماء بالرقة واللطافة ولا يوجد ما
يماثل الماء فيها حتى يتعدى ذلك الوصف إليه، فهذه علة قاصرة على
الماء. فلو عللها مستدل آخر بالإزالة لكل ما يستقذر، وهذا الوصف متعد
(1)
(2)
انظرهما في "النشر": (2/ 133 - 134). وذكر غيرها من الفوائد.
البيت رقم (4 65).
443