كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
عطفا على الضمير المرفوع في قوله: "علم " من غير فاصل على حد قوله:
قلت إذا أقبلت وزهر تهادى كنعاج الغلا تعشفن رملا (1)
685 والثالث] لإيما اقتران الوصف بالحكم ملفوظين دون خلف
686 وذلك الوص! أو] لنظيز قرائه لغيرها يضيز
يعني أن المسلك الثالث من مسالك العلة هوالايماء، وعرف الايماء
بأنه اقتران الوصف أو نظيره بالحكم أو نظيره على وجه لو لم يكن الوصف
او نظيره فيه علة للحكم او نظيره لكان ذلك مخلا بالفصاحة، وإخلاله
بالفصاحة هو مراده بقوله: "قرانه لغيرها يضير". وأمثلة اقتران الوصف
بالحكم ستأتي في الابيات التي بعد هذا.
ومثال اقتران نطير الحكم بنظير الوصف: حديث ابن عباس عند
البخاري (2) والنسائي (3) أن امرأة قالت: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها
نذر حج افاحج عنها؟ قال: "أرأيت لو كان على امك دين اكنت قاضيته "؟
قالت: نعم، قال: "فحخي عن أمك فالله احق بالقضاء". فالمراة سألت
عن دين الله على الميت فذكر لها رسول الله نظير الحكم المسؤول عنه
مقترنا بنطير علة المسؤول عنه، فلو لم يكن جواز القضاء فيهما لكون
الدين علة له لكان بعيدا.
فالنبي ع! جاله في هذا الحديث نبه على كون نظير الوصف علة لنظير
(1) تقدم تخريجه.
(2) رقم (5 731).
(3) (6/ 9 1 1) بنحوه.
456