كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

90 وما به للخبر الوصول بنظر صح هو الدليل
يعني أن الدليل في اصطلاح الاصوليين هو ما يمكن التوصل
بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري. فقولهم: يمكن، يفهم منه أنه يسمى
دليلا ولو لم ينظر فيه فالعبرة بالامكان لا بالإطلاق، والمراد بالخبري،
ما يتضمن نسبة خبرية كجملة فعلية أو اسمية، و حترز به من غير الخبري،
فان الموصل إلى غير الخبري هو المعروف بالمعرفات وهي الحدود
والرسوم. والنظر يأتي له تعريفه.
واحترز بقوله: " صح " من الفا سد إذ لا يمكن ا لتوصل به إ لى المطلوب.
والدليل في اللغة: فعيل بمعنى فاعل من الدلالة وهي الارشاد، واصطلاحا:
فهم امر من امر، او كون امر بحيث يفهم منه امر فهم او لم يفهم، ولا
يكون الدليل عند الاصوليين إلا مركبا.
91 والئظز الموصل من فكر إلى ظن بحكم أو لعلبم فسجلا
يعني أن النظر في الاصطلاح (1) هو الفكر المؤدي إلى علم أ و
ظن، فان كانت المقدمات يقينية ألمحاد العلم، وإن كانت ظنية أفاد الطن.
والفكر حركة النفس في المعقولات، أما حركتها في
المحسوسات فتخييل، ف"من " من قوله: "من فكر" بيانية بينت الموصل
وهو الفكر، كقوله: < فاضتهنبو آلرره من الأوثن) [الحج/ 30]
والاوثان هي الرحهمس. وقوله: " أو لعلم " أي أو الموصل لعلم ه وقوله:
(1) ط: ا لا حكا م.
46

الصفحة 46