كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ولم يذكر المؤلف في البيت الاستدارك، وهو كالمذكورات. ومثاله:
قوله تعالى: < لا يؤاخذع لله بأئلغو فى-ايمنكخ ولبهن يواخذ- بما عقدتم
الأيمن) [المائدة / 89]. فتفريقه بين عدم المؤاخذة با لايمان وبين المؤاخذة
بها حالة تعقيدها لو لم يكن لعلية التعقيد للمواخذة لكان بعيدا، ومعنى
التعقيد عقد نيتها بالقلب.
واعلم ان صور الايماء لا تنحصر في هذه الأمثلة فقس عليها ما شابهها
من كل ما يشمله حد الايماء المتقدم.
. .... .... .... .... تناسب الوصف على] لبناء
يعني أن اشتراط المناسبة في الوصف المومى إ ليه مبنية على الخلاف
المتقدم في العلة هل هي الباعث أو المعرف؟ فمن قال: هي الباعثة على
تشريع الحكم اشترط المناسبة، ومن قال: هي المعرف للحكم لم يشترطها،
هذا مراد المؤلف.
وحجة عدم اشتراط المناسبة: أن المناسبة طريق مستقل، وهي المسلك
الخامس الاتي، والايماء مسلك مستقل فلا يتوقف أحدهما على الآخر.
وحجة القول باشتراط المناسبة: أن الغالب من تصرفات الشرع أ ن
يكون على وفق الحكمة فما لا مناسبة له لا يعلل به، واعترض عدم اشتراط
المناسبة بما سبق من أن شروط الالحاق بها اشتمالها على حكمة تبعث
المكلف على الامتثال، وتصلح شاهد الاناطة الحكم بها، وبما (1) سبق
أيضا من أن الوصف يستلزم الحكم.
(1) ا لا صل: و لما.
461

الصفحة 461