كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يعتي أن الحكم إذا كان غير جازم بأن كان معه احتمال نقيض
المحكوم به من وقوع النسبة أو عدمه ينقسم إلى وهم، وظن، وشك،
فالوهم هو: الحكم بالشيء مع احتمال نقيضه احتمالا راجحا، كالحكم
بكذب العدل في خبره؛ لأن الراجح من الاحتمالين صدق العدل لا كذبه.
والظن ضد الوهم بان احتمل النقيض احتمالا مرجوحا كالحكم بصدق
العدل في خبره. والشك: ما احتمل النقيض مع تساوي الاحتمالات
كالحكم بصدق مجهول الحال في خبره.
وقيل في الوهم والشك: إنهما ليسا من التصديق إذ الوهم ملاحظة
المرجوح، والشك التردد في الوقوع وعدمه، والتحقيق: أن الواهم
حاكم بالطرف المرجوح حكما مرجوحا، وأن الشاذ إن كان شكه لتعارض
الأدلة فهو حاكم بالتردد، وإن كان لعدم النظر فهو غير حاكم، ومن هنا
اختلف في الوقف هل يعد قولا أو لا؟
فاذا عرفت حد الوهم والظن والشك فاعلم أن اتباع الوهم حرام،
واتباع الظن في العقائد حرام أيضا، واتباعه في الفروع العملئة جائز إ ن
لم يمنع منه مانع شرعي، كالقضاء بشهادة عدل واحد، وان غلب على
الظن صدقه فهو مما قدم فيه النادر على الغالب، والشك ساقط الاعتبار
إلا في النادر كالنضح من التنك في إصابة النجاسة.
96 والعلم عند الأكثرين يختلف جزما ... ... ... ... ... ... ... ...
يعني أن علم المخلوقات يتفاوت في جزئياته، فالعلم مثلا بأن
الواحد نصف الاثنين أقوى من العلم الحاصل بالتواتر، وعلمه! لا
49

الصفحة 49