كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

و لمندوب و لجائز. والقبيح المستهجن هو: ما نهى الله عنه من حرام أ و
مكروه او خلاف الاولى، وقيل المكروه واسطة بين الحسن والقبيح فلا
يسمى قبيحا لانه لا يذم عليه، ولا حسنا لانه لا يسوغ الثناء عليه وهو
قول إمام الحرمين (1).
والخلاف في أفعال غير المكلفين كالبهائم والنائم ونحو ذلك هل
هو من الحسن أو لا، لا فائدة فيه ولا طائل تحته. والحسن عند المعتزلة
ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه.
03 1 هل يجب الصوم على ذي العذر كحائض وممرضبى وسفر
يعني أنه اختلف في الحائض في رمضان والمريض والمسافر فيه
ونحوهم هل يصدق عليهم أن الصوم واجب عليهم في وقت العذر أم لا؟
حجة من يقول: هو غير واجب عليهم ظاهرة؛ لانه حرام على الحائض
وحرمته تنافي وجوبه عليها، ولانه جائز الترك للمريض و لمسافر وجواز
تركه ينافي وجوبه ايضا.
وحجة من يقول بصدق الوجوب عليهم أنه يجب عليهم القضاء
بقدر ما فاتهم، فكأن الآتي به بدلا من الفائت والبدل واجب، فدل (2)
على أن الفائت واجب والا لم يكن بدلا منه. ومما يوضح ذلك أنه لو
صام قدر الايام الفائتة من غير نية تدارك ما فات من رمضان فانه لا
(1)
(2)
نقله عنه في "النشر"، وهو بمعناه في "البرهان ": (1/ 216)، وانظر " الاحكام ":
(1/ 72 - 73) للآمدى.
الأصل: يدل.
52

الصفحة 52