كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

دون غيرها ولزوم غسلها للمحدث ولو نظيفة أمر تعبدي لا تظهر فيه
حقيقة نتيجة الفعل كظهورها في غير التعبدي.
وكون الوضوء ينظف هذه الاعضاء معقول المعنى؛ لان التنظيف
تحصل ثمرته بمجرد الفعل، ولذا كان أبوحنيفة لا يشترط النية في طهارة
الحدث قائلا: إنها كطهارة الخبث، وأن المقصود بالكل النظافة، إلا أ ن
الوضوء اجمع المسلمون على جواز تقديمه قبل دخول وقت الصلاة (1)،
فهو خارج بالنص، وذلك هو معنى قول المؤلف: "دون نص) ".
117 وقال إن الأهر لا دب الا لدى بر فنتبة
يعني أن قوما من الاصوليين لهم انتباه في الفن زعموا أن الامر لا
يتوجه إلا عند مباشرة الفعل، وكذلك كل الاحكام التكليفية عندهم
زاعمين أن القوة المستجمعة لشرائط التأثير لا توجد إلا عند المباشرة،
لان المؤثر التام لا يتخلف عنه أثره، فدل عدم وجود الفعل قبل المباشرة
على عدم تمام المؤثر، والتكليف عندهم لا يتوجه إلا عند القدرة التامة
على التأثير. وإذا قيل لهم: يلزم على هذا أن يترك الانسان المباشرة فلا
يتوجه إليه خطاب بتكليف أبدا، أجابوا بأن اللوم المتوجه من عدم مباشرة
الفعل قبل التلبس مرتب على التلبس بضده، وهو الكف عن الفعل، وهو
معنى قول المؤلف:
118 فاللوم قبله على التلبس بالكف وهي من أدق الأسشى
(1) انظر "الاجماع ": (ص/ 34) لابن المنذر، و"الإقناع ": (1/ 96 1) لابن القطان.
61

الصفحة 61