كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الرتبة عن المطلق لان المطلق إمامه وقدوته. والمجتهد المقيد قسمان:
مجتهد المذهب، ومجتهد الفتيا، وهو المعروف بمجتهد الترجيح،
وعرف المؤلف المجتهد المقيد من حيث هو بقوله:
930 ملتزم أصول ذاد المطلق فليس يعدوها على المحقق
يعني أن المجتهد المقيد هو الملتزم لاصول مذهب معين، فنظره
في نصوص إمامه كنظر المطلق في نصوص الشرع، فالمقيد لا يتعدى
نصوص إمامه إلى غيرها على المشهور، وعاب بعض المالكية على
اللخمي (1) تخريجه على اصول غير إمامه مالك حتى قال فيه ابن غازي:
لقد مزقت قلبي سهام جفونها كما مزق اللخمي مذهب مالك
وبدأ المؤلف بتعريف مجتهد المذهب لانه أعلى رتبة من مجتهد
الفتيا بقوله:
931 مجتهد المذهب من أصوله منصوصة أو لا حوى معقوله
932 وشرطه التخريج للأحكام على نصوص ذلك الإمام
يعني أن مجتهد المذهب هو من حوى عقله - أي حفظه وضبطه-
أصول إمامه منصوصة كانت أو مستنبطة، وشرطه المحقق له أن يكون له
قدرة على تخريج الاحكام على نصوص إمامه الملتزم لمذهبه، بان يقيس
(1) اللخمي هو: ابوالحسن علي بن محمد الربعي المالكي (ت: 478 هـ)، له تعليق
على "المدونة" يسمى "التبصرة)]، ذكر القاضي عياض ما خذ عليه، إلا انه صار
احد الائمة المعتمدة ترجيحاتهم في "مختصر خليل ". انظر "المدارك)]: (8/ 9 0 1)،
و"الفكر السامي ": (2/ 0 5 2 - 1 5 2).
647

الصفحة 647