كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لان هؤلاء العاجزين عن الغزو وجد منهم العزم عليه على تقدير شرط
الامكان فحصل لهم بذلك ثواب الغازي. وقال الشاعر (1):
ياظاعنين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا
إنا اقمنا على عجز وعن قدر ومن اقام على عجز فقد راحا
وقال الآمدي (2): لا يصح التكليف بما علم المأمور انه لا يتمكن
من فعله. فقول المؤلف: "بالذي امتنع " يتعلق بقوله: "تكليف "، وقوله:
"في علم من امر" يتعلق بقوله: "امتنع ". و"امر" الاخير بالبناء للفاعل،
وتقرير المعتى عليه: يجوز ويقع التكليف بالذي امتنع في علم لآمر، واما
إذا علم المأمور بعدم التمكن او جهل الامر فلا خلاف في جواز التكليف،
فيجوز للسيد ان يكلف عبده بخياطة ثوب مثلا في يوم الخميس، ولو
فرض ان العبد عالم بأنه يموت قبل يوم الخميس بإخبار نبي مثلا.
(1)
(2)
البيتان بنحوهما لابن العريف الصنهاجي (ت 536 هـ)، ذكرهما له ابن حلكان في
"الوفيات ": (1/ 9 6 1)، ونصهما:
ياواصلين إلى المختار من مضر زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا
إنا اقمنا على عذر وعن قدر ومن اقام على عذبى كمن راحا
وهما أيضا في ديوان محمد بن حمير الهمداني (ت 1 65 هـ).
لم اجده بنصه، وهو بمعناه في "الإحكام": (116/ 1). وقال في "النشر":
(1/ 71) بعد ما رتجح جواز التكليف في المسالة: "وهو التحقيق، وهو الذي نصره
السبكي وان حكى الامدي وغيره الاتفاق فيها على عدم صحة التكليف ".
65

الصفحة 65