كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

صادف الحق، ومعنى كونه واحدا: أنهم لا يصيبون جميعا بل إما أ ن
يخطئوا كلهم أو يصيب منهم واحد فقط، فمن أداه اجتهاده مثلا إلى أ ن
العالم قديم لا أول لوجوده كالفلاسفة فهو غير مصيب.
وقوله: " ومالك) " إلخ يعني أن الامام مالكا رحمه الله ذهب إلى أ ن
المصيب من المجتهدين المختلفين في الفرعيات واحد أيضا، والمراد
بالفرعيات: مسائل الفقه التي لا قاطع فيها، وكون المصيب فيها واحدا
هو الاصح من مذهب مالك هو مذهب الجمهور محتخين بأنه تعالى شرع
الشرائع لجلب المصالح ودرء المفاسد، ووجود المصلحة أو درء
المفسدة في النقيضين محال؛ فيتعين اتحاد الحكم فيكون المصيب
واحدا. وقوله: " ووخد" فعل أ مر مفعوله المصيب.
939 فالخكم في مذهبه معين له على الصحيح ما يبين
يعني أن حكم الله تعالى في الواقعة في مذهب مالك معين قبل
حصول الاجتهاد فيها لكنه غير معلوم لنا، فمن أصاب ذلك الحكم المعين
فهو المصيب ومن أخطأه فهو المخطى. ولابد - على الصحيح - أن يكون
لذلك الحكم المعين ما يبينه - أي يظهره - للمجتهد من دليل ظئي أ و
قطعي، فان أخطا (1) المجتهد لم يأثم، ولم يقل بانه يأثم إلا بشر المريسي
من المعتزلة.
ومفهوم قوله: "على الصحيح " أن بعضهم قال: لا دليل على ذلك
(1) ط: خطأه.
653

الصفحة 653