كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فالجواب: ما ذكره القرافي من أن المخطى في الفروع لم يضف إلى
الله شيئا مستحيلا في حقه بخلاف المخطى في العقليات.
وقول المؤلف: "مخطئه " مبتدأ والضمير عائد إلى "الحكم " وخبر
المبتدأ جملة: "له الثواب ارتسما"، و"إصابة" فاعل "انحتم" وضمير
"عليه " للمجتهد، و" ارتسم " بالبناء للفاعل بمعنى ثبت.
941 وهن رأى كلأ مصيبا يعتقد لأنه يتبغ ظن اهبهد
942 أو ثم ما لو عين 1 لحكئم حكم به لدرء أو لجلب قد ألم
943 لذا يصوبون في ابتداء و 1 لاجتهاد دون الانتهاء
944 والحكم .... .... .... .... .... .... .... .... .... .... ... ....
لما ذكر في الابيات المتقدمة قول المخطئة - بتشديد الطاء بصيغة
اسم الفاعل - وهم الذين يقولون: المصيب واحد، ذكر في هذه الابيات
قول المصوبة - بصيغة اسم الفاعل أيضا -وهم الذين يقولون: كل مجتهد
مصيب. ومعنى الابيات: أن الاشعري والباقلاني من المصوبة قالوا: إ ن
كل مجتهد في المسألة التي لا قاطع فيها مصيب ولم يزيدوا على ذلك،
وهذا مراده بالبيت الاول.
وقال من المصوبة أبويوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة وابن سريج
من الشافعية زيادة على ما قاله الاولان: إن في المسالة شيئا لو حكم الله
فيها على التعيين لحكم به، لان فيه من جلب المصلحة أو درء المفسدة ما
ليس في غيره، لكن الله لما لم يحكم فيها بمعين كان حكمه فيها ما يظنه
المجتهد، وايضاج قولهم: أنه ما من مسألة إلا ولها مناسبة خاصة ببعض
655

الصفحة 655