كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

لم يحكم به، فجعل مخطئا لعدم مصادفة ماله المناسبة الخاصة وإن لم
يحكم به. ومعنى الخطأ عند الجمهور: عدم مصادفة ما لو حكم الله به بعينه
في نفس الامر. فالحاصل أن عند الجمهور حكما معينا قبل الاجتهاد،
وعند الثلاثة ما لو حكم ادله لكان به ولا حكم معينا قبل الاجتهاد.
وواو الفاعل في قوله: "يصوبون " عائدة إلى الثلاثة المذكورين،
والتصويب في الابتداء، والاجتهاد والتخطئة في الانتهاء والحكم عبارتان
مععاهما واحد كما تبين.
. .... .... وهو واحد متى عقل في الفرع قاطع ولكن قد جهل
يعني أن المصيب واحد في المسألة الفرعية التي لها دليل قاطع من
نص أو إجماع واختلف فيها المجتهدون لعدم علمهم بذلك القاطع،
والمصيب في ذلك هو من وافق ذلك القاطع، وقيل: ئبنى (1) المسألة على
الخلاف المتقدم، هل كل مجتهد مصيب أو (2) المصيب واحد لا بعينه؟
والدليل لا يكون قاطعا إلا إذا كان قطعي المتن والذلالة بأن يكون
صريحا متوا ترا. وقوله: " عقل " و"خهل " بالبناء للمفعول، ومعنى جهل:
أن المجتهدين المختلفين جهلوا ذلك الدليل القاطع في المسألة، وضمير
" وهو" عا ئد إ لى " المصيب ".
945 وهو اثم متى ما قضرا في نظر وفقا لدى من قد درى
(1) ط: تبقى.
(2) الاصل: و، والتصحيح من ط.
657

الصفحة 657