كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

المطلوب تعجيله بخلاف غير القاضي، وقيل: يجوز للمجتهد أن يقلد من
هو أعلم منه دون المسا وي وا لادون، ويروى عن محمد بن الحسن. وقيل:
يجوز له التقليد في خاصية نفسه دون ما يفتي به غيره. وقيل: يجوز عند
ضيق الوقت لما يسأل عنه كالصلاة بخلاف ما لا ضيق في وقته، وهو مروي
عن ابن سريح. وقال صاحب "الضياء اللامع " (1): إن تقليده عند ضيق
الوقت لا ينبغي أن يختلف في جوازه (2). وقوله: "متسع " بكسر السين.
959 وليس في فتواه ففت ئتبع إن لم ئضف للدين والعلم الورع
يعني أن المفتي يحرم العمل بفتواه إذا لم تجتمع فيه ثلاث خصال
وهي: الدين، والعلم، والورع. إذ لا ثقة بمن عدمت فيه واحدة منها،
ويعرف حصولها بالاخبار عنه بذلك من الثقات، وبانتصابه واشتهاره في
الفتوى والناس راضون بذلك. ومعنى اتصافه بالعلم: كونه مجتهدا مطلقا
أو مقيدا، أما غير المجتهد فقد تقدم أن فتواه نقل، وقد قدمنا شروطها عند
قول المؤلف: "لجاهل الاصول. ." (3) إلخ. ومعنى اتصافه بالدين:
امتثاله للأوامر واجتنابه للنواهي. ومعنى اتصافه بالورع: تركه الشبهات
وبعض المباحات خوفا من الوقوع فيما لا ينبغي، ومن الورع الخروج من
الخلاف فيما اختلف فيه العلماء، ونظم ذلك من قال:
وأن الأورع الذي يخرج من خلافهم ولو ضعيفا فاستبن
11، 524/ 21).
(2) ذكر في " البحر" احد عشر مذهئا قي المسألة.
(3) البيت رقم 9341).
667

الصفحة 667