كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

خالص من الاجتهاد فلا تجب إعادة سؤاله لعدم احتمال تغئر ما عنده،
وبهذا تعرف أن قولنا في شرح البيت قبله: "أي وكذا لو سأل مقلدا" نعني
به ا لمقلد ا لذي هو مجتهد مقيد المشار إ ليه بقوله: " وإن مقيدا إ ذا لم يطق ".
وقوله: "وخيرن. . " إلخ، يعني أن العالم إذا استفتاه العامي وكان
في المسألة أقوال مستوية، فإنه يخير العامي في العمل بأي تلك الاقوال
شاء، هذا إذا لم يكن فيها تفاوت، وإذا كان فيها تفاوت من جهة فسيأتي
في البيت الذي بعد هذا. وقوله: "ذا النقل " مفعول "أهمل " وهو أمر من
الاهمال والترك. و"صرفا " حال، والظاهر انه حال من "النقل " لا من "ذا"
كما ظنه المؤلف (1)؛ لان المضاف هنا كجزء من المضاف إليه، أي أهمل
صاحب النقل فلا تسأله ثانيا، أي مرة أخرى.
965 وزائد] في العلم بعضق قدما وقدم الأورع كل القدما
يعني أنه إذا وقع التفاوت في العلم مع الاستواء في الدين والورع،
فان بعض العلماء يوجب الاخذ بقول الاعلم؛ ولذا قدم في إمامة الصلاة
زائد الفقه، قاله الرازي (2)؛ لأنه ينبغي أن يقدم في كل موطن من مواطن
الشرع من هو أقوم بمصالح ذلك الموطن. وقال بعض العلماء: يخير بين
الأخذ بقول الاعلم وقول العالم؛ لان كل مذهب طريق إلى الجنة، فعلى
القول الاول يقذم ابن رشد على اللخمي لانه أعلم منه، وعلى الثاني يخير
(1)
(2)
كما قال في "الشرح ": (2/ 334).
في " المحصول ": (2/ 533).
671

الصفحة 671