كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

في حرث القوم وهما مجتهدان فطعا، إذ لو كان هناك وحي لما اختلفا،
وقد صرح تعالى بأن سليمان أصاب الصواب بقوله: < ففهمتهاسلتمق)
[الأنبياء/ 79] فعلم أن داود اجتهد فيها ولم يصب بدليل قوله: < إذ صكشمان
فى ألحرث) [ا! نبياء/ 78]، ومع هذا قال تعالى: <و! لا ءانينا حكما
ودا > [الأنبياء/ 79] ه وقوله: "وسيلة" بالنصب مفعول ثان ل"جعل"
مقدم عليه ومفعوله الأول ضمير المذهب، وهو نائب الفاعل المستتر.
968 وموجلث تقليد الأرجح وجب لديه بحث عن إمام منتخب
يعني أن الذين لا يجيزون تقليد المفضول مع وجود الفاضل قالوا:
يجب على العامي البحث عن إمام أي مجتهد منتخب - بفتح الخاء - أي
راجح في العلم والدين، وعليه فيجب على العامي أو غيره من المقلدين
تقديم أروع العالمين وأعلم الورعين، والأصح تقدلم الاعلم على الاورع
كما تقدم، وأهل هذا القول منهم: الامام أحمد، وابن القصار من
المالكية، والغزالي، وابن سريج من الشافعية.
فان قيل: من أين للعامي أن يميز الفاضل من المفضول؟
فالجواب: أنه يميزه بسؤال الناس وبقرائن الأحوال، كرجوع
العلماء إلى قوله دون غيره، وكثرة المستفتين له دون غيره.
ووجه منع تقليد المفضول مع وجود الفاضل: أن أقوال المجتهدين
في حق المقلد كالأدلة في حق المجتهد؛ فكما يجب على المجتهد الأخذ
بالارجح من الادلة = فكذلك يجب على المقلد تقليد الارجح من
العلماء.
674

الصفحة 674