كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

973 ثم عليه غاية البيان ان لم يكن عذر بالاكتنان
يعني أنه يجوز لك أيها المستفتي سؤال العالم عن بيان مأخذه أ ي
دليله فيما أفتاك به، بشرط أن يكون السؤال "للتثبت) " أي زيادة الثبوت
حتى تذعن نفسه للقبول بسبب إيضاج الدليل، لا إن كان السؤال
"للتعنت " أي قصد إظهار عجزه أو خطئه.
ثم إنه يجب على العالم المسؤول بيان الدليل للسائل لارشاده، "إن
لم يكن " له "عذر بالاكتنان " أي خفاء الدليل على السائل، بأن كان فهمه
يقصر عن إداركه عادة فلا يلزمه البيان صونا لنفسه عن التعب فيما لا فائدة
فيه، ويتعذر له بخفاء المدرك، ومحل وجوب البيان ما لم يشق مشقة لا
يتحمل مثلها عادة.
974 يندب للمفتي اطراحه النظز الى الحطام جاعلى الرضا الوطز
975 متصفا بحلية الوقار محاشيا مجالس الأشرار
يعني أنه يستحب للمفتي أن يطرح النظر إلى الدنيا فيكتفي بما في
يده عما في أيدي الناس، ويجعل وطره أي حاجته بفتياه رضا الله تعالى
بهداية الجاهلين، لا حطاما يأخذه منهم، ويستحب أن يكون متصفا
بالسكينة والوقار، متباعدا عن مجالس الاشرار أي السفهاء، فان ألجأته
الضرورة إلى مجالستهم فلا بأس مع كفهم عما لا يليق بحضرته.
وقوله: "اطراحه) " افتعال من الطرح بمعنى الالغاء والترك وهو
مصدر مضاف إلى فاعله، ومفعوله " النظر) ". و" جاعل " حال من الضمير
المضاف إليه ا لاطراح. و" الوطر" مفعول "جاعل " الثاني، ومفعوله الاول
678

الصفحة 678