كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

991 والمجمع اليوم عليه الأربعه وقفو غيرها الجميع منعه
يعني أنه وقع الاجماع على وجوب تقليد المذاهب الاربعة
المعروفة، وأن الاجماع انعقد على منع اتباع مذهب مجتهد غيرهم من
القرن الثامن الذي انقرض فيه مذهب داود إلى الان وهلم جرا، سواء كان
اتباع التزام أو مجرد تقليد في بعض المسائل؛ لان المذاهب الاربعة
انتشرت حتى ظهر تقييد مطلقها، وتخصيص عامها وشروط فروعها، فإذا
أطلقوا حكما في موضع وجد مكملا في موضع اخر، وأما غيرهم فتنقل
عنهم الفتاوى مجردة، فلعل لها مكملا أو مقيدا أو مخصصا لو انضبط
كلام قائله لظهر، فيصير في تقليده على غيره ثقة (1). هذا مراد المؤلف.
والذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن هذه الاحتما لات التي عللوا بها
تقليد غير الاربعة لا تصلح دليلا على المنع مطلقا؛ لجواز أن يحقق بعض
الفتاوى تحقيقا ظاهرا لا لبس فيه، كما ذكر المؤلف نظيره في اتباع
مذاهب الصحابة في قوله (2):
ويقتدي من عم بالمجتهد منهم لدى تحقق المعتمد
قال المؤلف في "الشرح " (3): الظاهر أن مذهب مالك يتعين على
جل أهل المغرب، إذ لا يكاد يوجد فيهم من يعرف فقه غيره من
__________
(1) انظر رسالة الحافط ابن رجب الحنبلي (الرد على من اتبع غير المذاهب الاربعة).
(2) البيت رقم (836).
(3) (346/ 2) وما علل به المؤلف من عدم معرفة مذهب غير مالك، وانعدام كتب
غيره - مع كونه غير مسلم - إلا نه قد زال في اوقاتنا هذه.
687

الصفحة 687