كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
مبحث التأويل، فقوله: "غير" نائب فاعل "يعنى " بمعنى يراد، أي ليس
فيه ما يراد به غير ظاهره إلا بدليل على ذلك.
133 والنقلى بالمنضم قد يفيذ للقطع والعك! ق له بعيذ
يعني أن النقل يفيد القطع بصحة الخبر، فالدليل القاطع يجوز أ ن
يكون نقليا، وقيل: لا يمكن أن يكون نقليا، وحكاه الفخر الرازي في
"المعالم " (1) واحتج له بأن القطع بالخبر يتوقف على امور لا سبيل إلى
القطع بها وهي: عدم المجاز، والنقل، والتقديم، والتأخير،
والتخصيص، والنسخ، وا لاضمار، وا لاشتراك، والمعارض العقلي (2).
وأجاب الجمهور عن هذا بأن النقل قد يفيد اليقين بواسطة المنضم
إليه من تواتر لفظي أو معنوي أو من قرائن حالية، فلا شك في أن هيئات
الصلوات مثلا قطعية لما انضم إلى الإخبار بها من التواتر ونحو ذلك مما
علم من الدين بالضرورة من النقليات، وهذا هو مراد المؤلف بقوله:
"بالمنضم".
وقول المؤلف: "والعكس! له بعيد" يعني أن القول بأن الخبر لا يفيد
اليقين مطلقا بعيد، وهو كذلك لبطلانه، واللام في قوله: "للقطع " زائدة
داحلة على المفعول به، والاصل: قد يفيد القطع.
(1)
(2)
(ص/ 24). وهو قانون كلي عند الرازي وغيره من المتكلمين كرره في كثير من
كتبه، وقد لف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه "درء تعارض العقل والنقل " في تفنيد
هذا القانون وبيان بطلانه عقلا ونقلا. انظر مقدمته (1/ 0 1 - 4 1).
الأصل: في العقلي.
74