كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الليل، بحيث لم يبق ما يسع الاغتسال قبل النهار، فدل بالاشارة على
صحة صوم من أصبح جنبا.
ومن امثلته: اخذ علي - رضي الله عنه - ان اقل امد الحمل ستة
اشهر من قوله تعالى: <وخملإ وفصنله- ثنثون شهرا) [الاحقاف/15] مع
قوله: < وفصهفلهر فى عامثن) [لقصان/14] لان العامين إن أسقطتها من
الثلاثين بقي منها ستة، فالايتان لم تسق واحدة منهما لقصد بيان أقل أمد
الحمل، ولكن إحداهما لبيان أمد الحمل والفصال، والاخرى لبيان أمد
الفصال، إلا نهما دلتا بالاشارة على أقل أمد الحمل.
وقوله: "فاول" مبتدا خبره "إشارة اللفظ "، والظاهر ان مسوغ
الابتداء به كونه في معرض التفصيل، كقول امرئ القيس (1):
فلما دنوت تسديتها فثوبا نسيت وثوبا جر
وقوله: "علم " بالبناء للمفعول، وألفه للاطلاق.
141 دلالة الإيماء والتنبيه في الفن تقصد لدى ذويه
يعني أن الدلالة التي تسمى دلالة الايماء والتنبيه مقصودة عند
المتكلم بالأصالة لا بالتبع، و"الفن " فن الاصول، وقوله: "ذويه " بمعنى
أصحابه، وجملة "تقصد" خبر المبتدا الذي هو "دلالة" واشار إلى
تعريفها بقوله:
142 أن يقرن الوص! بحكبم ان يكن لغير عفؤ يعبه من فطن
(1) "ديوانه ": (2/ 623). ووقع في الاصل: فئوب. . . وثوب.
79

الصفحة 79