كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
المصدر المنسبك من أن وصلتها خبر مبتدأ محذوف والتقدير هي
- أي دلالة الايماء والتنبيه - أن يقرن - أي اقتران - الوصف بحكم لو لم
يكن الوصف علة لذلك الحكم لعابه الفطن بمقاصد الكلام لانه لا يليق
بالفصاحة، وكلام الشارع لا يكون فيه ما يخل بالفصاحة، ومثاله:
< و لسار! وألسارقة فاذغؤأ أيديهما) [المائدة/38]، لأنه لو لم يكن
القطع لعلة السرقة لما كان في قول " السارق والسارقة " فائدة.
ومن أمثلته: قصة الأعرابي الذي جاء يضرب صدره وينتف شعره
ويقول: هلكت وأهلكت، واقعت أهلي في نهار رمضان، فقال له! م:
"اعتق رقبة " (1)، فلو لم يكن عتق الرقبة لعلة المواقعة لكان الكلام بلا
فائدة. وسيأتي للمؤلف الكلام على أنواع الايماء في مسالك العلة لانه
هو المسلك الثالث منها.
وعلى القول بأن المنطوق صريح فقط فلا إشكال، وعلى أن منه
صريحا وغير صريح، فانه يشكل الفرق بين المنطوق الغير الصريح وبين
المفهوم (2)، فيحتاج إلى الفرق بين المفهوم مع الاقتضاء والاشارة
والايماء، و لفرق بين المفهوم ودلالة الاشارة مصاحبة القصد الاصلي
له دونها. والفرق بينه وبين دلالة الاقتضاء ظاهر، وهو توقف الصدق أ و
(1)
(2)
خرجه البخاري رقم (6087)، ومسلم رقم (1111) من حديث أبي هريرة
- رضي الله عنه -.
قال المؤلف في " لمذكرة": (ص/418) بعد ذكر الدلالات الئلاث: وكل هذه
الثلاث من دلالة الالتز م، والحق أنها من المفهوم.
80