كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الصحة على إضمار فيها دونه، والفرق بينه مع دلالة الايماء هو ادقها،
وتقريبه للذهن ان تعلم ولا ن المفهوم مقصود للمتكلم إلا نه مقصود
من النطق لا في محل النطق كما تقدم، فقوله تعالى مثلا: < وإن ممت
اولنتنر فأنفقوا علتهن) [الطلاق / 6] يقصد منه ايضا نهن إن كن غير اولات
حمل لا يجب الانفاق عليهن، إلا ان هذا المقصود لم يتناوله اللفظ،
فهو مقصود باللفظ ولم يتناوله اللفظ، وإنما فهم من تخصيصه الانفاق
بالحوامل ان المسكوت عنهن وهن غير الحوامل لسن كذلك، إذ لو كن
كذلك لما كان في تخصيص الحوامل بالذكر فائدة.
ودلالة الايماء مقصودة في محل النطق، فقوله: <و لشارق
و لسارقة فاقطعوا أيديهما> [المائدة/38] يقصد من منطوقه ان القطع من
اجل السرقة، فاذا عرفت هذا فالفرق بين المفهوم مع دلالة الايماء كونها
مفهومة في محل تناوله اللفظ نطقا (1) دونه. فتحصل ان دلالة الاشارة
لم تقصد بالأصل ولكن دخلت بالتبع، وان دلالة الاقتضاء مقصودة
ولكن توقف الصدق او الصحة على المضمر المقصود المدلول عليه
بالاقتضاء، وان دلالة الايماء والتنبيه مقصودة في محل تناوله اللفظ
نطقا، وان المفهوم مقصود في محل تناوله اللفظ غير نطق.
143 وغيز منطوق هو] لمفهوئم منه الموافقة قل معلوئم
يعني ان غير المنطوق هو المفهوم، فهو ما دل عليه اللفظ لا في
(1) الاصل: قطعا.
81