كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

161 من لطف رئنا بنا تعالى توسيعه في نطقنا المجالا
يعني أن من لظف الله تعالى بالناس توسيعه المجال لهم في التكلم
بسبب حدوث الموضوعات اللغوية ليعبر كل أحد عما في ضميره مما
يحتاج إليه في دنياه وآخرته لغيره حتى يعاونه عليه، لعدم قدرته على
الاستقلال باستجلاب مصالح نفسه دنيا ودينا.
162 وما من الألفاظ للمعنى وضع قل لغة بالئقل يدري من سمع
اللغة أصلها "لغوة" فعلة من"لغا" بمعنى تكلم، حذف لامها فهي
من باب سنة، وفي الاصظلاح عرفها المؤلف بأنها الالفاظ الموضوعات
للمعاني.
وقوله: "بالنقل " يتعلق بقوله: " يدري " أي يدريها السامع بالنقل
تواترا واحادا عن العرب، فالمتواتر كلفظ السماء والأرض، والاحاد
كالغضنفر للأسد والزخيخ للنار، وربما استنبظت بالعقل من النقل، كما
لو قلت: كل معرف بأل الاستغراقية يصح منه الاستثناء، وكل ما يصح
منه فهو عام = ينتج كل ما يعرف بأل الاستغراقية فهو عام.
وقول المؤلف: "وما" مبتدأ خبره "لغة ". وقوله: "قل" اعتراض
بين المبتدأ وخبره. و"المعنى" مفعل من عتيت بمعنى قصدت، وهو
أعم من المسمى؛ لان المعنى هو ما يقصد باللفظ سواء كان هو مسماه
كالحقيقة أو غير مسماه كالمجاز.
97

الصفحة 97