كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

فكيفية نسبة المحمول إلى الموضوع في نفسها هي المسماة
عندهم بالمادة، واللفظ الدال عليها هو المسمى عندهم بالجهة، ولا
تسمى القضية موجهة إلا بالتصريح فيها باللفظ الدال على المادة من
وجوب عقلي أو نفيه، أو دوام أو نفيه.
فإن كان اللفظ الدال على المادة التي هي كيفية النسبة موافقا لها
في نفس الامر، فهي موجهة صادقة، وان كان غير موافق لها فهي
كاذبة، وقد تقرر عندهم أن الموجهة تكذب بكذب جهتها.
مثال الموجهة الصادقة: "الله عالم بالضرورة "؛ لان الضرورة
عندهم في مبحث الجهات معناها الوجوب العقلي، والله جل وعلا
عالم، ونسبة العلم إليه واجبة عقلا.
ومثال الموجهة الكاذبة: "الإنسان كاتب بالضرورة "؛ لان معرفة
الإنسان للكتابة غير واجبة عقلا، فهي موجهة كاذبة لكذب جهتها.
والجهات في اصطلاحهم أربع فقط وهي: الضرورة، والإمكان،
والدوام، والإطلاق.
فمعنى الضرورة عندهم الوجوب العقلي، ومعنى الإمكان عندهم
عدم الاستحالة عقلا، فالممكتة العامة عندهم أعم من الضرورية
المطلقة؛ لشمولها لها؛ لأن الامكان عندهم عام وخاص، فالامكان
العام عندهم هو غير الستحيل، فيشمل الوجوب العقلي، والإمكان
الخاص عندهم هو عين الجواز العقلي، والدوام عندهم دوام اتصاف
الموضوع بالمحمول، والإطلاق عندهم كون نسبة المحمول إلى
107

الصفحة 107