كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

الموضوع واقعة بالفعل إيجابا و سلبا؛ فمعنى الاطلاق عندهم الوقوع
بالفعل.
وهذه الجهات الأربع متداخلة في التقسيم؛ لأن الضرورية تكون
دائمة، كما لو قلت: "كل إنسان حيوان بالضرورة دائما" فنسبة
الحيوانية إلى الانسان ثابتة ضرورة ودواما، وتكون الضرورية مطلقة
غير دائمة، كما لو قلت: "كل كاتب متحرك الاصابع بالاطلاق) "؛ لان
نسبة الحركة إلى أصابع الكاتب واقعة بالفعل ضرورة، لكنها غير
دائمة، بل وقت الكتابة فقط.
فكيفيات النسبة منحصرة لمحي الضرورة ومقابلها، أو الدوام
ومقابله، فأحدهما يكفي في الحصر، إذ كل معقول فهو منحصر بين
الشيء ومقابله، إذ لا واسطة بين النقيضين، وإنما لم يكتفوا بأحدهما
عن الاخر لأنهم أرادوا التنهصيص على جميع أنواع الكيفيات ليعرف
جميع القضايا الموجهات.
فالجهات أربع، وهي: الضرورة والدوام والامكان والاطلاق.
فالموجهات بالضرورة سبع، وبالدوام ثلاث، وبالامكان خمس،
وبالاطلاق أربع، فجميع الموجهات تسعة عشر قضية، وبعهضهم
يجعلها أقل من ذلك، بأن يجعل المنت! ثمرتين - مثلا- واحدة،
والعرفيتين - أيضا - واحدة مثلا.
أما السبع الموجهات بالضرورة، فهي: الضرورية المطلقة،
والمشروطة العامة، والمشروطة الخاصة، والوقتية المطلقة، والوقتية
من غير أن توصف بالاطلاق، والمنتشرة المطلقة، و لمنتشرة من غير
108

الصفحة 108