كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

نسبتها هي ممتنعة؛ فلا تكون ممكنة.
فنفي الضرورة إذا في نقيض نسبتها لازم لها، كقولك: "كل إنسان
كاتب بالامكان العام "، وكقولك: "لا شيء من الإنسان بكاتب
بالامكان العام "، وكقولك: "كل إنسان حيوان بالإمكان العام ". وقد
قدمنا أن الممكنة العامة أعم من الضرورية المطلقة لاندراجها فيها،
كما في هذا المثال الاخير.
وأما الممكنة الخاصة فهي التي أريد بها أن نسبتها غير ممتنعة،
ونقيض نسبتها أيضا غير ممتنع، فلا ضرورة فيهما معا، بل كلتا
النسبتين أمر يمكن ثبوته ونفيه، كقولك: "كل إنسان كاتب بالامكان
الخاص ".
وأما الممكنة الوقتية فهي التي قيد إمكانها بوقت معين، كقولك:
"كل إنسان فهو حي بالامكان وقت مفارقة الروح له"؛ لان حياتهح
مفارقة الروح امر ممكن عقلا، فيمكن عقلا ان يمده الله بحياة من غير
مشابكة روح لبدنه، وهو القادر على كل شيء، وقد شوهد نظير ذلك
في الجذع الذي حن لمفارقته صلى الله عليه وعلى اله وسلم، والحجر
الذي كان يسلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم، والارواح حية
دون مشابكة ارواح لها، فالحياة مع عدم الروح أمر ممكن عقلا، وإن
استحال عادة ه
وأما الممكنة الدائمة فهي التي قيد إمكانها بالدوام، كقولك: "كل
جرم فهو معدوم بالإمكان دائما".
111

الصفحة 111