كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد
فكان جوابنا أن للجمع بين الايتين ثلاثة اوجه:
الاول: ان معنى < أمرنا مزفيها> مرنا المتنعمين من اهلها باتباع
الرسل، وتصديقهم فيما جاءوا به من عندنا، <ففسقوا فيها) يعني
فحرجوا عن طاعتنا، وكذبوا رسلنا، ولجوا في كفرهم وطغيانهم،
فدمرناهم تدميرا.
وعلى هذا التفسير فمتعلق < أمرنا! و هو الايمان واتباع الرسل، فلا
ينا في قوله: < قل إن ألله لا يأمربالفخشا حهو.
والوجه الثاني: ان الامر في قوله: < أمرنا> مر قدري تكويني، لا
شرعي، وعليه فمعنى < أمرنا مترفيها> قدرنا عليهم الفسوق والكفر،
والأمر القدري التكويني مثل قوله للذين اعتدوا في السبت: <كونوا
قردة خسين ص"* > [البقرة / 65] ه
والكفر واقع بإرادته الكونية لا يإرادته الشرعية، بدليل قوله في
إرادته الكونية: < ولو شا أدله ما اشركوا) [الانعام/ 107]، وقوله: < ولو
شتنا لأنيتا ص نفس هدنها > [السجدة/ 13]، وقوله: < ولو شا أدله
لجمعهغ على لهدى) [الأنعام/ ه 3]، وقوله في إرادته الشرعية: < وما
أرسلنا من زسول إلا يرعلاع دإذت ألله > [النساء/ 64]، وقوله: < وما
ظقت آلجن وآ لالش إلا ليغبدون 2؟ *) [ا لذاريات / 6 ه] ه
واعلم أن الارادة الكونية اعم من الرضى؛ لأن الله جل وعلا يريد
بإرادته الكونية ماهو مرضي عنده كإيمان المؤمنين، ويريد بها ما ليس
مرضئا عنده ككفر الكافرين.
119
الصفحة 119
332